التغيرات التي تحدث للجسم عند النزيف
النزيف هو فقدان الدم نتيجة تمزق الأوعية الدموية، وقد يكون خارجيًا أو داخليًا. تؤثر هذه الحالة على الجسم على عدة مستويات، حيث يستجيب الجسم بشكل فوري لمحاولة الحفاظ على التوازن الداخلي ومنع حدوث ضرر طويل الأمد. فيما يلي نظرة تفصيلية على التغيرات التي تحدث في الجسم عند النزيف:
1. استجابة الجهاز الدوري (القلب والأوعية الدموية)
أ. انخفاض حجم الدم (Hypovolemia)
- بمجرد فقدان الدم، ينخفض حجم الدم في الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تقليل كمية الدم التي تصل إلى الأعضاء الحيوية.
- ينجم عن ذلك انخفاض ضغط الدم (Hypotension)، ما يهدد بحدوث صدمة (Shock) إذا لم يتم السيطرة على النزيف.
ب. تسارع ضربات القلب (Tachycardia)
- كرد فعل تعويضي، يرسل الدماغ إشارات إلى القلب لزيادة معدل ضرباته لضخ المزيد من الدم للأعضاء الحيوية.
- قد تلاحظ خفقانًا سريعًا في الحالات المتوسطة إلى الشديدة.
ج. تضيق الأوعية الدموية (Vasoconstriction)
- يقوم الجسم بتضييق الأوعية الدموية غير الضرورية (مثل الأطراف) للحفاظ على تدفق الدم إلى الأعضاء الأساسية مثل الدماغ والقلب.
2. استجابة الجهاز العصبي
أ. تفعيل الجهاز العصبي السمبثاوي (Sympathetic Activation)
- يتم إفراز هرمونات مثل الأدرينالين (Adrenaline) والنورأدرينالين (Noradrenaline) لتسريع الاستجابات القلبية وتنشيط آليات الدفاع.
- يؤدي ذلك إلى زيادة التعرق، شحوب الجلد، والإحساس بالدوار.
ب. انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ
- في حالات النزيف الشديد، يمكن أن يؤدي نقص تدفق الدم إلى الدماغ إلى الإغماء أو فقدان الوعي كآلية لحماية الدماغ من الأضرار الدائمة.
3. استجابة الجهاز المناعي وآلية التخثر
أ. تشكيل الصفائح الدموية (Platelet Aggregation)
- تبدأ الصفائح الدموية بالتجمع في موقع الجرح لتشكيل سدادة أولية.
- تُحفَّز هذه العملية بواسطة مواد كيميائية تُفرز من الأنسجة التالفة.
ب. تفعيل سلسلة التخثر (Coagulation Cascade)
- يتم إطلاق سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تنتج الفيبرين (Fibrin)، وهو بروتين يعمل على تثبيت الصفائح الدموية في مكانها.
- هذه الآلية توقف النزيف تدريجيًا إذا كان الجرح صغيرًا.
4. تأثير النزيف على الأعضاء الحيوية
أ. الكلى
- مع انخفاض ضغط الدم، تقل قدرة الكلى على تنقية الدم، مما يؤدي إلى تراكم الفضلات في الجسم.
- في الحالات الحادة، قد يحدث فشل كلوي.
ب. الكبد
- يفقد الكبد بعض قدرته على إنتاج بروتينات التخثر إذا استمر النزيف لفترة طويلة، مما يؤدي إلى تفاقم النزيف.
ج. الجهاز التنفسي
- يحاول الجسم تعويض نقص الأكسجين الناتج عن فقدان خلايا الدم الحمراء بزيادة معدل التنفس.
- قد يُلاحظ ضيق في التنفس أو تسارع في التنفس في الحالات الشديدة.
5. فقدان الدم وتأثيره على التوازن الداخلي
أ. اضطراب توازن السوائل والأملاح
- يؤدي فقدان الدم إلى تقليل حجم البلازما، مما يؤثر على توازن الأملاح والمعادن في الجسم.
- يمكن أن ينجم عن ذلك تشنجات عضلية أو ضعف عام.
ب. انخفاض درجة حرارة الجسم
- يُمكن أن يُسبب فقدان الدم السريع فقدان حرارة الجسم، مما يؤدي إلى انخفاض درجة الحرارة (Hypothermia).
6. أعراض تظهر على المصاب بالنزيف
- المرحلة الأولى (نزيف خفيف):
- دوخة خفيفة، إرهاق، تعرق.
- المرحلة الثانية (نزيف متوسط):
- خفقان سريع، تنفس سريع، شحوب، برودة في الأطراف.
- المرحلة الثالثة (نزيف حاد):
- فقدان الوعي، انخفاض ضغط الدم الشديد، صدمة قد تؤدي إلى الوفاة.
نصائح للتعامل مع النزيف
- الضغط على الجرح:
- استخدم قطعة قماش نظيفة أو شاش للضغط على مكان النزيف لإيقاف التدفق.
- رفع الجزء المصاب:
- إذا كان النزيف في أحد الأطراف، قم برفعها فوق مستوى القلب لتقليل تدفق الدم.
- الاتصال بالطوارئ:
- في حال النزيف الشديد، يجب طلب المساعدة الطبية فورًا.
- منع الصدمة:
- ضع الشخص المصاب مستلقيًا وارفع قدميه قليلاً للحفاظ على تدفق الدم إلى الدماغ.